سلسلة غارات أمريكية على أهداف حوثية في عدة محافظات يمنية

logo
العالم

هل تنجح أوروبا في تأكيد استقلالها الأمني أمام تقارب واشنطن وموسكو؟

هل تنجح أوروبا في تأكيد استقلالها الأمني أمام تقارب واشنطن وموسكو؟
أعلام الاتحاد الأوروبيالمصدر: أ ف ب
23 فبراير 2025، 1:03 م

يسعى الاتحاد الأوروبي، في ظل المحادثات الأولية بين واشنطن وموسكو وإعادة التقارب بينهما، لتأكيد استقلاله الأمني والعسكري، في وقت تزداد فيه التوترات حول الملف الأوكراني، الذي بات نقطة محورية لتقييم دور أوروبا في النظام الأمني العالمي.

وكانت الولايات المتحدة دائمًا حجر الأساس في منظومة الأمن الأوروبي وأوكرانيا بشكل خاص، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل التحالف الأمريكي الأوروبي، فهل تنجح محاولات أوروبا في اللعب على وتر التودد؟ أم أنها تستطيع العيش دون المظلة الأمريكية؟

أخبار ذات علاقة

سياسي بريطاني يحذر من "ثورة سياسية" ستجتاح أوروبا

التخوفات الأوروبية

تتخوف الدول الأوروبية بسبب "كسل" دول الناتو الـ27، خلال العقود الماضية، في الاعتماد على نفسها عسكريًا وماديًا.

وأصبحت جيوشها غير مستعدة لمواجهة تهديدات كبرى دون الدعم الأمريكي، وبدأت هذه التخوفات تظهر بوضوح بعد العجز الأوروبي عن دعم أوكرانيا بشكل كافٍ أمام روسيا.

وفي هذا السياق، طالب القادة الأوروبيون في الساعات الماضية بإنشاء جيش أوروبي، وهي الفكرة التي لطالما دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولكن دون جدوى.

وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ضرورة إنشاء جيش أوروبي مجددًا، وهو ما وصفه المراقبون للشؤون الأوروبية بـ"الصعب التنفيذ"، نظرًا لما تتطلبه هذه الفكرة من تنسيق سياسي وعسكري، فضلًا عن استثمارات مالية كبيرة، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتأزمة.

أوروبا والتعامل مع روسيا

بعد الاجتماعات السعودية الأمريكية، أصبحت دول القارة العجوز تتعامل بحذر شديد مع روسيا، فقد قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "حتى وإن كنا نشعر بالغضب، يتعين أن نفكر بطريقة عقلانية".

وأضافت الوزيرة الألمانية: "لا ينبغي لنا أن نرتكب الخطأ الفادح المتمثل في تقديم خدمة إلى بوتين من خلال الحديث عن هذه المحادثات باعتبارها أكثر أهمية مما هي عليه حقًا، لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم إذا لم يضمن مصالح الأوروبيين".

وفي ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول القارة العجوز، علق الخبراء على التساؤلات المطروحة الآن: هل تتعامل أوروبا مع واشنطن وموسكو بحذر "قلق أم يأس"؟

وأكد الخبراء أن أوروبا قد تُصدر مشهدًا إعلاميًا يُظهر تخليها عن الملف الأوكراني بشكل علني؛ خوفًا من التقارب الأمريكي الروسي، إلا أنها ضمنيًا قد تلجأ إلى إثارة الأزمات بين روسيا وجيرانها لتحقيق أهدافها لكسر نفوذ موسكو.

أخبار ذات علاقة

وسط قلق أوروبي.. ميلوني تدافع عن التقارب مع ترامب

خيبة أمل أوروبية

وأوضح الخبراء أن أوروبا تشعر الآن بخيبة أمل بعد المحادثات الثنائية التي انفردت فيها الولايات المتحدة بالمفاوضات مع روسيا دون مشاركة أوروبية. وأن القارة العجوز لن تقف مكتوفة الأيدي بل بدأت تتحرك على الفور بالحديث عن تشكيل جيش أوروبي أو قوة عسكرية.

وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، إن الاتحاد الأوروبي الآن يُحاول استخدام أدوات اللعبة الأمريكية نفسها في الضغط على روسيا وأمنها القومي من خلال التدخلات في شؤون الأمن القومي لروسيا عبر بوابة جيرانها وحلفائها.

وأضاف الأفندي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك 3 مناطق يمكن لأوروبا التدخل فيها لزعزعة الأمن القومي لروسيا: الأولى هي مولدوفا التي لديها نزاع مع روسيا حول منطقة "بندستروفيا" التي يوجد فيها أكبر مستودعات للأسلحة في العالم تابع لروسيا.

والثانية هي جورجيا، والثالثة هي منطقة القوقاز التي يوجد فيها الصراع بين أرمينيا وأذربيجان. وهناك حاليًا حرب غير معلنة بين تركيا وفرنسا؛ أي حرب بالوكالة، خاصةً أن رئيس وزراء أرمينيا يحاول الخروج من عباءة روسيا للتقارب مع أوروبا على طريقة الرئيس زيلينسكي.

صراع أوروبي خفي

ولفت المحلل السياسي إلى أن كل هذه الأمور قد تشعل الصراع في منطقة القوقاز بين فرنسا وتركيا مما يدفع روسيا للتدخل لتهدئة الصراع. وأن الاتحاد الأوروبي لن يستسلم أمام روسيا حتى لو تخلت الولايات المتحدة عنه.

واعتبر الأفندي أن الصراع الأذربيجاني الأرميني هو ورقة الجوكر القوية في يد أوروبا للضغط على موسكو؛ لأن نفوذ روسيا في تلك المنطقة ضعيف خاصة بعد خروج أرمينيا من اتفاقية الدفاع المشترك مع روسيا.

وخلص الأفندي إلى أن هذه هي الأسلحة التي ستستخدمها أوروبا في القريب العاجل للضغط على روسيا.

تشكيل جيش أوروبي

ومن ناحية أخرى، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور نبيل رشوان، إن أوروبا تشعر الآن بخيبة أمل بعد المحادثات الثنائية التي انفردت فيها الولايات المتحدة بالمفاوضات مع روسيا دون مشاركة أوروبية.

وأوضح رشوان، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن أوروبا لن تقف مكتوفة الأيدي بل بدأت تتحرك على الفور، فقد تابعنا القمة الأوروبية التي عقدت في فرنسا، وكان هناك حديث عن تشكيل جيش أوروبي أو قوة عسكرية.

أخبار ذات علاقة

قمة باريس.. "خيبة أمل" أوروبية بعد الإقصاء من الأزمة الأوكرانية

وأضاف رشوان أن المفاوضات الروسية الأمريكية في الرياض كانت تستهدف في المقام الأول تطبيع العلاقات بين واشنطن وموسكو وكذلك مناقشة الملفات الأمنية، وعلى رأسها الملف الأوكراني. وأكد أن أبرز نتائج تلك المفاوضات هو عودة أطقم السفارات بالكامل في كلا البلدين.

وأكد الخبير في الشؤون الروسية أن أمريكا لن تغامر وتخسر أوروبا لأنها ستكون خسارة جيوسياسية كبيرة، مشيرًا إلى أن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والتي اندلعت بعد الحرب العالمية الثانية كانت بالأساس صراعًا على أوروبا، ومن يسيطر على أوروبا يسيطر على العالم، وقد كانت الغلبة في تلك الحرب لصالح الولايات المتحدة.

وذكر المحلل السياسي أن أوروبا ستقوم برفع حجم الإنفاق الدفاعي بنسبة 5% من الناتج القومي مما يجعلها أكبر مشترٍ للسلاح من أمريكا. وبالتالي، لن تغامر أمريكا بعلاقتها الاستراتيجية مع أوروبا، وأن ما يحدث الآن هو إعادة ترتيب الأوراق الأمريكية وفقًا للمصالح الاقتصادية والصفقات.

أخبار ذات علاقة

هل يُنهي "اتفاق أمريكا وروسيا" حرب أوكرانيا بمعزل عن الناتو؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات