يسرائيل هيوم: طائرة على متنها طلاب إسرائيليون تهبط اضطراريا في تركيا
أثار نشر الجيش الأمريكي لمنظومة صواريخ تايفون، القادرة على استهداف مراكز القيادة العسكرية والصناعية الرئيسية في البر الرئيسي الصيني، في الفلبين، غضب بكين، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وعلى حين وضع النظام الصاروخي الأمريكي الجديد مراكز عسكرية وتجارية صينية رئيسية على مرمى حجر، فإنه يمنح الرئيس ترامب أيضًا اختبارًا مبكرًا لالتزامه بردع العدوان الصيني على حلفاء أمريكا في آسيا.
وبحسب الصحيفة، نقل الجيش الأمريكي، العام الماضي، نظام صواريخ تايفون، القادر على إطلاق صواريخ يصل مداها إلى 1200 ميل، إلى قاعدة في جزيرة لوزون شمال الفلبين؛ وهذه هي المرة الأولى منذ الحرب الباردة التي ينشر فيها الجيش الأمريكي نظام إطلاق أرضي بهذا المدى البعيد خارج حدوده.
ونقلت عن خبراء عسكريين قولهم، إن نظام تايفون جزء من عملية إعادة تموضع استراتيجية أوسع نطاقًا للجيش الأمريكي، في سعيه لمواجهة الحشد الهائل للصواريخ المتوسطة والطويلة المدى التي تقوم بها بكين في المحيط الهادئ.
وأضاف التقرير أنه في حال نشوب صراع مع الصين، قد تكون أنظمة الصواريخ الأرضية، مثل تايفون، أساسيةً للدفاع عن حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة، مثل الفلبين، التي دخلت في صدام مع الصين بشأن مطالبات بكين بكامل بحر الصين الجنوبي تقريبًا، وتايوان، التي هددت بكين بالسيطرة عليها بالقوة إذا لزم الأمر.
وتابع أن نظام تايفون الصاروخي يستطيع إطلاق نوعين من الصواريخ؛ أولها صواريخ توماهوك، التي يبلغ مداها حوالي 1200 ميل وتحمل رؤوسًا حربية تقليدية، ما يضع في متناولها معظم جنوب شرق الصين، بالإضافة إلى بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.
وفي حالة غزو صيني لتايوان، يمكن لهذه الصواريخ أن تستهدف أنظمة الدفاع الجوي والرادار على الساحل الصيني، بالإضافة إلى مراكز التحكم والقيادة التابعة للجيش الصيني في قوانغتشو ونانجينغ.
أما ثاني هذه الصواريخ فهو الصاروخ القياسي إس إم 6، ذو المدى الأقصر، القادر على استهداف السفن والطائرات الصينية أو غيرها من السفن والطائرات المعادية، واعتراض صواريخ كروز والصواريخ الباليستية التي تُطلق على المصالح الأمريكية.
ويقول مسؤولون في الجيش، إن هذا هو الصاروخ الوحيد في ترسانة الولايات المتحدة القادر على اعتراض الصواريخ الأسرع من الصوت التي اختبرتها كل من الصين وروسيا، على الأقل في رحلتها الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأمريكي نقل أولًا منصتي إطلاق صواريخ تايفون، ومركز عمليات، ومركبات دعم، إلى جزيرة لوزون لإجراء مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين قبل عام. وصرح الجيش، الذي استلم النظام لأول مرة أواخر عام 2022، بأنه يرغب في اختباره في مناخ منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحار والرطب.
وعلى الرغم من القيمة العسكرية المباشرة المحدودة لنشر النظام في الفلبين، حيث تحتوي بطارية تايفون كاملة على أربع منصات إطلاق، ولم تُزود بأي صواريخ، إلا أن رد فعل بكين كان حازمًا.
ووفق الصحيفة، طالبت وزارة الخارجية الصينية بإزالة طائرة تايفون وهددت بالرد.
وقالت الوزارة في فبراير: "لن تقف الصين مكتوفة الأيدي عندما تتعرض مصالحها الأمنية للأذى أو التهديد".
من جانبها، نددت روسيا، الحليف الوثيق للصين، بهذه الخطوة؛ حيث شبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر هذه الصواريخ بقاذفات صواريخ بيرشينغ 2 في ألمانيا الغربية عام 1983، وهي خطوة فسرها القادة السوفييت آنذاك على أنها تحضير لضربة استباقية من الغرب على الاتحاد السوفييتي.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن نشر صواريخ تايفون في الفلبين يُعد اعترافًا بالأهمية الاستراتيجية المتزايدة للفلبين، وقد يُمثل ورقة مساومة محتملة بين الصين وأمريكا.
وعلى حين امتنع حلفاء آخرون لأمريكا في آسيا حتى الآن، بما في ذلك اليابان، عن استضافة صواريخ أمريكية قادرة على ضرب الصين، لكنهم يعملون على تطوير قدرات مماثلة.