غارات أميركية تستهدف شرقي صعدة في اليمن
التصعيد العسكري في شمال شرق سوريا يربك المشهد أكثر فأكثر، إذ تتداخل المعارك الميدانية مع التحركات السياسية الدولية التي تسعى لتشكيل ملامح سوريا الجديدة، إلا أنّ ضبابية الواقع الميداني تحول دون حل سياسي في الأفق.
وتيرة الأحداث العسكرية تتسارع وتحديداً في مدينة عين العرب "كوباني"، في حين يبدو أن المنطقة باتت على أبواب مرحلة حساسة..
ومع إصرار تركيا على مواصلة عملياتها العسكرية ضد "وحدات حماية الشعب الكردية" التي تقود "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عزم بلاده القضاء على "الإرهاب من جذوره".
ورغم محاولات الإدارة الذاتية الكردية استمالة الموقف الأمريكي بوعود مرنة، فإن تركيا مضت قدماً معتبرة ذلك خطوة لا رجعة فيها لتحقيق أمنها القومي.. أحدثها وليس آخرها ضربات جوية مكثفة في عين العرب كوباني، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران الحربي التركي شنّ غارات مكثفة استهدفت مواقع استراتيجية في مطار صرين وقرى أخرى في ريف عين العرب.
الانفجارات العنيفة تصاعدت أعمدة دخانها في السماء وسط استمرار القصف الذي أضاف طبقة جديدة من الدمار، دون معلومات مؤكدة عن حجم الخسائر البشرية.
وعلى الأرض تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات "قسد" وقوات "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا في محور سد تشرين وقره قوزاق، حيث شهد معارك أسفرت عن مقتل 17 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا، بينما أصيب أربعة من عناصر قسد مع تدمير مركبتين عسكريتين.
وبينما تستعر الاشتباكات، تخرج احتجاجات شعبية في مناطق قريبة من سد تشرين تطالب بتدخل دولي عاجل لفرض حظر جوي وحماية المدنيين من الغارات المستمرة..
فالمرصد السوري وثّق مقتل 366 شخصاً خلال 33 يوماً من التصعيد، بينهم 31 مدنياً، و270 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا، و65 عنصراً من قوات قسد، وفق المرصد.
وتزامناً مع هذا التصعيد، تتزايد الدعوات الدولية والإقليمية لوقف الهجمات وتهدئة الأوضاع، لكن المؤشرات على الأرض توحي بأن المعارك لم تبلغ ذروتها بعد.