شبكة قدس: عدد من الإصابات بقصف إسرائيلي لسوق الجمعة في حي الشجاعية
تشهد ليبيا تطورات جديدة في قطاع النفط مع استقالة فرحات بن قدارة من رئاسة المؤسسة الوطنية للنفط وتعيين مسعود سليمان خلفًا له.
ويأتي هذا التغيير في وقت تسعى فيه البلاد لزيادة إنتاجها النفطي وسط تحديات داخلية، ما يثير التساؤلات حول تأثير هذه التحولات على استقرار إنتاج النفط ومستقبل الاقتصاد الليبي.
وجاءت استقالة بن قدارة بالتزامن مع حديث رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، عن رفع إنتاج ليبيا من النفط إلى نحو 1.4 مليون برميل يوميًا.
وكان الدبيبة قد أصدر قرارًا يقضي بتعيين مسعود سليمان على رأس مؤسسة النفط مؤقتًا، وقال بيان لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها إن "بن قدارة استقال لظروف صحية طارئة".
شبهات فساد
ويأتي ذلك في وقت كان يشغل فيه الرئيس الجديد لمؤسسة النفط رئاسة مجلس إدارة شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز.
وعلق الخبير الاقتصادي الليبي، أبو بكر الطور، على هذا التطور بأن هناك شبهات فساد احيط ببن قدارة حول موضوع مقايضة النفط بالمشتقات النفطية المختلفة، ما أحدث خللًا في حجم الإنتاج اليومي".
وأضاف الطور، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أنه "تم استغلال بن قدارة والتلاعب بحصة ليبيا من النفط الخام، وجميع هذه الشبهات والاتهامات أطاحت بسمعته وأدت إلى عدم رضا وقبول الرأي العام باستمراره في إدارة هذه المؤسسة الحساسة، بالإضافة إلى ما يعانيه من مرض عضال" وفق قوله.
وشدد على أنه "من حيث تأثير هذه الإقالة على إنتاج ليبيا النفطي، فلن يتأثر الإنتاج كثيرًا، إذ أن الإنتاج والتسويق أمور تقنية وفنية، وهي من مهام إدارات الإنتاج في المؤسسة والشركات الوطنية والأجنبية التي تتولى إنتاج النفط الليبي، ولها استراتيجيات وسياسات فنية محددة بشأن رفع الإنتاج".
إرباك الإنتاج
وتأتي هذه التطورات في وقت تعطل فيه الاحتجاجات القبلية والجهوية، التي تندلع بشكل متكرر وتطالب بحصة من الإيرادات، إنتاج ليبيا من النفط، الذي يُعد ركيزة من ركائز الاقتصاد الوطني في البلاد.
وكشفت بيانات نشرتها مؤسسة النفط الليبية، قبل يومين من إقالة بن قدارة، أن "إجمالي الإيرادات المُحصلة خلال عام 2024 بلغ 26 مليارًا و120 مليون دولار، مقارنة بـ31 مليارًا و132 مليون دولار عام 2023، بانخفاض قدره 5 مليارات و12 مليون دولار".
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية، محمد صالح العبيدي إن "هذه التطورات المتعلقة بتغيير رئيس مؤسسة النفط من شأنها أن تُربك إنتاج النفط في ليبيا، خاصة أنه من غير الواضح ما إذا تم التوافق على مسعود سليمان أم أن الدبيبة عينه دون تفاوض مع بقية الأطراف النافذة".
وشدد العبيدي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" على أن "أهم الحقول والموانئ النفطية هي خارج سيطرة حكومة الدبيبة التي تسيطر فقط على طرابلس وبعض مناطق الغرب، لذلك فإنه من الضروري خلق توافق، ولو نسبي، على سليمان من أجل فسح الطريق أمام تطوير الإنتاج".
