وزير التجارة الأمريكي لوتنيك: ستُفرض رسوم جمركية أيضا على الأدوية خلال شهر أو شهرين
يواجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تحديات متزايدة مع إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن قضية سلاح الميليشيات في العراق، خصوصاً مع رفض بعض الفصائل "الحل" وإلقاء السلاح.
الإدارة الأمريكية تطالب السوداني باتخاذ خطوات حاسمة لحصر السلاح بيد الدولة، وتقليص نفوذ الفصائل المسلحة الموالية لإيران، ولا سيما مع تصاعد التوترات الإقليمية ورغبة الولايات المتحدة في الحد من تأثير إيران في المنطقة.
ويرى خبراء ومراقبون للشأن السياسي أن إصرار بعض الفصائل الموالية لإيران على عدم تسليم سلاحها للدولة يمكن أن يخلق أزمة حقيقية بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية الجديدة.
الخبير الاستراتيجي، طارق المعيني أشار إلى أن "رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بعث برسالة إلى الرئيس ترامب أعرب فيها عن تطلع العراق لتعزيز التعاون والشراكة مع الولايات المتحدة ضمن اتفاق الإطار الاستراتيجي، مؤكدًا أهمية العمل على دعم الاستقرار والأمن والتنمية إقليميًّا ودوليًّا".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أنه مع ذلك "ما زال السوداني يواجه صعوبات داخلية في التعامل مع الفصائل المسلحة، خاصة في ظل غياب الإجماع داخل الإطار التنسيقي، حول كيفية حل هذه الميليشيات، مما يعقد جهود السوداني في الاستجابة للمطالب الأمريكية، ويضعه أمام تحديات داخلية وخارجية تتطلب توازنًا دقيقًا بين الضغوط الدولية والمصالح الوطنية".
وحققت الحكومة العراقية برئاسة السوداني بعض التقدم فيما يتعلق بحل الميليشيات وتحويل بوصلتها إلى العمل السياسي، استجابة للضغوطات الأمريكية التي ترى في تلك الميليشيات ذراعاً مسلحاً لطهران.
وأكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، مساعي حكومته لضمان أن يكون القرار الأمني والعسكري بيدها وليس بيد الفصائل المسلحة، مشيراً إلى أن المفاوضات ما زالت مستمرة مع الفصائل، لتسليم أسلحتها.
وقال حسين، في تصريح صحفي، إن "العراق بحاجة إلى تعاون دولي لمواجهة التهديدات المتزايدة لتنظيم داعش"، مشيرا إلى "وجود مخاوف من كيفية تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع المستجدات في المنطقة".
وإذا لم يتم حلّ الميليشيات والفصائل المسلحة في العراق، فسيواجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عدة تداعيات خطيرة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
حول ذلك يقول المحلل السياسي، محمود هاشم، إن "رفض الفصائل خطوات السوداني، سيزيد من التوتر مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، ويؤدي إلى ضغوط أمريكية متزايدة، حيث إن إدارة ترامب قد تفرض عقوبات جديدة على العراق أو على شخصيات حكومية بسبب عدم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الميليشيات الموالية لإيران".
وأضاف أن "الولايات المتحدة وشركاءها الدوليين قد يتراجعون عن دعم العراق فيما إذا لم تتم معالجة مشكلة الميليشيات، مما سينعكس سلبًا على الأمن والاستقرار الاقتصادي، وقد تلجأ واشنطن إلى استهداف مقرات الميليشيات مباشرة، ما قد يؤدي إلى تصعيد كبير يضر بالحكومة العراقية".
وتثير عملية حل الفصائل خلافات داخل "الإطار التنسيقي"، حيث إن بعض القوى السياسية داخل الإطار ترغب في ضبط الميليشيات، بينما تعتمد أخرى عليها لضمان نفوذها، وكل ذلك يفشل مساعي السوداني ويثير أزمة مع واشنطن.
يقول الأكاديمي المتخصص في الشأن الدولي، علي التميمي، لـ"إرم نيوز"، إن "الحكومة العراقية في اختبار صعب سيحدد مصير النظام السياسي برمته في البلاد، حيث إن عدم إيجاد تفاهمات خارجية مع الولايات المتحدة في هذه المرحلة وطمأنتها هي والمجتمع الدولي سيؤدي إلى تفاقم العلاقات بين الجانبين، وقد ترفع الولايات المتحدة يدها عن حماية البلاد".
وأشار إلى أن "السوداني يتحمل مسؤولية كبيرة لتجنيب العراق تحديات المرحلة، فهو أمام خيارين، إما إرضاء الرئيس الأمريكي وإدارته وتوطيد العلاقات بينهما عبر تلبية رغبات واشنطن، بحل الميليشيات والسيطرة عليها ومواجهة الميليشيات داخلياً، أو عدم الصدام مع الميليشيات وبالتالي خسارة الدعم الأمريكي"، وفق قوله.