تاس: السفير الروسي الجديد لدى أمريكا سيغادر اليوم إلى واشنطن
منح إقبال الليبيين على المشاركة في انتخابات المجالس البلدية بصيص أمل في إحياء العملية السياسية المجمدة منذ سنوات، وذلك بعد تعثر إجراء الانتخابات العامة وسط انقسام سياسي وحكومي.
وهذه الانتخابات هي الأولى من نوعها منذ العام 2014، وقد كشفت المفوضية العليا للانتخابات عن مشاركة نحو 74% من الناخبين فيها، ما شكل نجاحا لها أثار تساؤلات حول ما إذا كان سيمهد الطريق نحو إجراء الاستحقاقين الرئاسي والنيابي.
وشملت انتخابات السبت أول مجموعة من أصل 143 بلدية، على أن تلتحق بها المجموعة الثانية التي تتألف من 59 بلدية مطلع العام القادم.
وعلق المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، على ذلك بالقول إن: "هذه الانتخابات جرت في وضع ممتاز وكانت انتخابات ناجحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وطبعا هناك مجموعة ثانية لبلديات ثانية ستكون في يناير القادم وستشمل 60 بلدية أخرى".
وأضاف العبدلي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنه "بعد النجاح في هذه الانتخابات البلدية التي تعزز الحكم المحلي في البلاد سيكون هناك بصيص أمل بالفعل في إتمام الانتخابات العامة، لذلك على البعثة الأممية مثلما كان لها الجدية في دعم انتخابات المجالس البلدية يجب أن يكون لها الجدية في الدفع بالعملية السياسية لنصل إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية".
وتابع قوله: "من هنا نؤكد أن الليبيين متعطشون للانتخابات والتغيير لكن المستفيدين من السلطة يرفضون ذلك وعلى المجتمع الدولي والبعثة الأممية أن يدفعا نحو الوصول إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية، خاصة أن المفوضية العليا للانتخابات أثبتت نجاحها في الاستحقاق البلدي وأعتقد أن المفوضية بقيادة عماد السايح وبقية الأعضاء سوف تنجح في أن يكون هناك انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا" وفق تعبيره.
واعتبر العبدلي أن "كل الشعب الليبي له مطلب واحد وهو إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تغير الوضع الموجود الآن في البلاد، وعلى المجتمع الدولي وسفرائه الذين زاروا مفوضية الانتخابات أن تكون لهم جدية في الدفع بالانتخابات، فالليبيون يشعرون أن حتى المجتمع الدولي ليس له جدية في إجراء انتخابات ومغادرة القادة الذين يحكمون الآن رغم توفر بنية تحتية وقوات أمن قامت بتأمين الانتخابات البلدية، ما يعني أن الوضع الأمني ممتاز ولا يوجد أي عقبة للوصول إلى الانتخابات" بحسب تقديره.
في المقابل، يشكك بعض المراقبين في الأرقام التي قدمتها المفوضية العليا للانتخابات حيث قال المحلل السياسي، كامل المرعاش، إن: "المفوضية تبحث عن انتصار ولو محدود لتبرير وجودها بعد أن أجهضت كل محاولاتها في تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في البلاد، وعلى الرغم من أهمية الانتخابات البلدية، إلا أنها تبقى محدودة الأهمية لأنها موجهة أساساً للشؤون المحلية لكل منطقة" وفق قوله.
وأوضح المرعاش في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن: "بيان المفوضية عن نسبة المشاركة غير دقيق، فهو لا يعني مشاركة 74% من الليبيين في هذه الانتخابات، ولكن المسجلين في قوائم التصويت، وهي نسبة لم يعلن عنها، ولكنها في اعتقادي لا تتجاوز 20 % من إجمالي الناخبين الليبيين".
واعتبر أنه من الممكن اعتبار أن الانتخابات أعطت بصيص أمل خصوصاً بعد نكسات متكررة لتنظيم الانتخابات الأهم والتي تعطي الشرعية الحقيقية للحكام" وفق قوله.
