logo
العالم العربي

وسط ساحة مشتعلة.. تفاصيل "مهمة حساسة" لجنود بريطانيين في لبنان

وسط ساحة مشتعلة.. تفاصيل "مهمة حساسة" لجنود بريطانيين في لبنان
من قصف إسرائيلي جديد على جنوب لبنانالمصدر: AFP
23 سبتمبر 2024، 12:37 ص

يقوم العشرات من الجنود البريطانيين حاليًا في لبنان بمهمة تدريب رسمية وصفت بــ"الحساسة" للقوات المسلحة اللبنانية، تزامنا مع ارتفاع حدة الصراع بين ميليشيا "حزب الله" اللبنانية وإسرائيل. 

ويؤثر هذا الوُجود بشكل أو بآخر على علاقة لندن الجيدة مع تل أبيب وأيضا مع الحكومة اللبنانية، إذ تقف في منتصف الصراع الدائر بين الميليشيا اللبنانية وإسرائيل.

وضمن تقرير مطول لصحيفة "ذا تايمز" حول مهمة التدريب البريطانية، نقل تصريح للسفير اللبناني لدى المملكة المتحدة رامي مرتضى شدد فيه على أن القوات المسلحة اللبنانية لن "تقف مكتوفة الأيدي إذا شنت إسرائيل حربًا برية على الأراضي اللبنانية، أو شنت هجومًا جويًا واسع النطاق". 

موقف صعب

تقرير الصحيفة البريطانية الحديث كشف تفاصيل مهمة التدريب الحساسة، وقال إن الصراع بين إسرائيل ولبنان من شأنه أن يضع الدبلوماسيين البريطانيين في موقف صعب للغاية، لأن بريطانيا حاولت الحفاظ على علاقة إيجابية مع كليهما. 

 وأردف سفير لبنان لدى لندن: "الجيش البريطاني شريك وثيق للغاية للقوات المسلحة اللبنانية. لقد كان نشطًا للغاية في التدريب وتوفير المعدات والمشورة الفنية. وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بالوضع في جنوب لبنان، كانت المملكة المتحدة أيضًا نشطة للغاية في محاولة القيام بدورها فيما نشير إليه بخطة خفض التصعيد".

أخبار ذات علاقة

خبراء: "حزب الله" وإسرائيل في طريقهما لنسف "قواعد الاشتباك"

مخطط "برج المراقبة"

وبحسب التقرير، يبدو أن المسؤولين البريطانيين يدرسون ما إذا كانوا سيقدمون العون لإسرائيل ويساعدونها في حماية أجوائها في حالة تعرضها لهجوم نتيجة لغزو لبنان. ذلك أن حماية إسرائيل ضد أي هجوم دفاعي تشنه القوات المسلحة اللبنانية سوف تكون أكثر تعقيدًا من الرد على أي هجوم من جانب إيران.

وفي إطار تسليط الضوء على العلاقة العميقة بين لبنان والمملكة المتحدة، كشف مرتضى أيضًا أن المملكة المتحدة عرضت مساعدة لبنان في تكرار مخطط "برج المراقبة" على طول حدوده الجنوبية مع إسرائيل، وهو البرنامج الذي يُنَفَّذ حاليًا على طول الحدود الشرقية للبنان لمراقبة إرهابيي داعش. 

وفي إطار مخطط "برج المراقبة" القديم، ساعدت المملكة المتحدة في شحن أبراج مراقبة يبلغ ارتفاعها 30 قدمًا، بما في ذلك 7 أبراج استخدمها الجيش في إيرلندا الشمالية في أثناء الاضطرابات، إلى لبنان، وفق تقرير الصحيفة.

تدريب القوات المسلحة

وكان الجنود اللبنانيون، الذين يتدربون على يد قدامى المحاربين البريطانيين، بمن فيهم جنود سابقون في المظلة والبحرية، يستخدمون تلك المواقع للقبض على مئات المقاتلين الإسلاميين، أو قتلهم في أثناء محاولتهم عبور الحدود من سوريا كل شهر.

وقال مرتضى إن هناك خيارًا آخر قيد الدراسة مع البريطانيين وهو ما إذا كان بوسعهم المساعدة في تدريب وتمكين أفواج حدودية جديدة تابعة للقوات المسلحة اللبنانية، التي يمكن إرسالها إلى جنوب لبنان. 

وأشار إلى أن هذه القوات "مُجهدة" حاليًا وتريد وجودًا أكثر وضوحًا ونشاطًا في الجنوب، حيث اشتدت الاشتباكات مع إسرائيل منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والحرب في غزة.

أخبار ذات علاقة

هاليفي: العملية العسكرية ضد "حزب الله" مستمرة

اتجاه إسرائيل نحو التصعيد

وأضاف مرتضى أن "كل المكونات متوفرة من أجل التوصل إلى مثل هذا المخطط لخفض التصعيد، إلا أن الإسرائيليين يبدو أنهم يتجهون نحو الاتجاه المعاكس تمامًا".

يشار إلى أنه قد تم تدريب القوات المسلحة اللبنانية من قبل المملكة المتحدة لسنوات، على الرغم من أن القليل معروف عن البرنامج. 

ولطالما كانت الحكومة البريطانية تأمل أنه عبر بناء قدرات القوات فإنها ستكون في وضع أقوى للحفاظ على الأمن من ميليشيا "حزب الله" المدعومة من إيران.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع انفجرت آلاف من أجهزة النداء واللاسلكي في مختلف أنحاء لبنان، ما أسفر عن قتل 37 شخصًا على الأقل وإصابة الآلاف، في هجوم استمر يومين، ويُعتقد على نطاق واسع أن وكالة "الموساد" الإسرائيلي هي التي نفذته.

ثم أشارت إسرائيل إلى أنها ستكثف الصراع عبر شن شكل من أشكال الهجوم الأكبر على لبنان، على الرغم من أن هذا الهجوم اقتصر حتى الآن على ضرب أهداف في الجنوب.

وذكرت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية الرسمية أن إسرائيل قصفت جنوب لبنان 52 مرة على الأقل في وقت لاحق، وكان ذلك أحد أعنف القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان منذ اندلاع الاشتباكات الحدودية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC