31 قتيلا على الأقل في غارة للجيش السوداني على مسجد الأحد في ولاية الجزيرة

logo
العالم العربي

هل كتب هوكشتاين "شهادة وفاة" خطة بري لـ"إنقاذ" لبنان؟

هل كتب هوكشتاين "شهادة وفاة" خطة بري لـ"إنقاذ" لبنان؟
نبيه بري وآموس هوكشتاينالمصدر: أ.ف.ب
22 أكتوبر 2024، 6:23 ص

أجمع خبراء سياسيون لبنانيون على أن ما جاء به المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين من مقترحات، حول القرار الأممي "1701"، والانتقال لمستويات تحمل إضافة تعديلات عليه أو إصدار قرار أممي جديد، كتب ما وصفوها بـ"شهادة وفاة"، لخطة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حول إنقاذ لبنان ووقف الحرب الدائرة بين حليفه حزب الله وإسرائيل.  

وأكد "هوكشتاين"، عقب لقائه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، أخيراً، أن التزام إسرائيل ولبنان بالقرار "1701"، ليس كافياً، وأن لا أحد تمكن من احتواء الصراع في لبنان؛ إذ خرجت الأمور عن السيطرة، في وقت استبق فيه زيارته إلى لبنان، بتصريحات حول ضرورة تعديل القرار الأممي 1701. 

وينص قرار الأمم المتحدة رقم "1701"، الذي صدر في عام 2006، على أن يكون جنوب لبنان خالياً من أي قوات أو أسلحة غير تلك التابعة للدولة اللبنانية، وخلق منطقة عازلة ما بين ما يعرف بـ"الخط الأزرق" ونهر الليطاني، وألا يكون هناك وجود لأي مسلحين باستثناء الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" الدولية.

وكان "بري" أطلق منذ حوالي 3 أسابيع، خطة لإنقاذ لبنان بالتعاون مع ميقاتي، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، هدفها إعادة "دولة المؤسسات"في لبنان، بالانطلاق سريعاً نحو انتخاب رئيس للجمهورية، وتطبيق القرار 1701؛ ما يترتب عليه دعم دولي لوقف إطلاق النار.

وحول ذلك، يرى المحلل السياسي فادي عاكوم ، أن خطة "بري" انتهت بشكل كبير بعد ما خرج به المبعوث الأمريكي من تصريحات بعد لقائه في بيروت مع "ميقاتي"، أن القرار "1701"، لم يعد كافياً وهي جملة تؤكد أنه "لن يحدث أي وقف قريب لإطلاق النار".

وأرجع "عاكوم" ذلك ، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، لعدة أسباب منها أن الجيش الإسرائيلي لديه خطة ممنهجة ينفذها على الشريط الحدودي، بهدف إقامة منطقة عازلة وتدمير جميع القرى في الجنوب، ولذلك لن تقبل "تل أبيب"بوقف إطلاق النار، إلا مع الانتهاء من هذا المخطط.

وبحسب "عاكوم"، فإن من بين الأسباب أيضاً، أن أي محاولة لإضافة ملحقات على القرار "1701"، أو الوصول إلى قرار أممي جديد بديل، يتطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن بمشاركة روسيا والصين وموافقتهما".

وهذا الأمر يتوقع أن يحمل معه شروطاً أمريكية وإسرائيلية تعجيزية، سواء على ملحقات القرار الحالي أو أي قرار جديد؛ ما سيقابل بفيتو صيني أو روسي، ومن ثم عدم وقف إطلاق النار، على حد تعبير عاكوم.

ولفت عاكوم" إلى أن "بري" كان لديه خطة منذ حوالي 3 أسابيع، أخذت أكثر من تحول، كان أساسها الاتجاه الى انتخاب رئيس للجمهورية وانتهاء الفراغ الرئاسي؛ ما يجعل لبنان مؤهلاً أمام المجتمع الدولي لتطبيق القرار 1701، ووقف إطلاق النار.

وأردف بالقول:"لكن حدثت خلافات حول الملف الرئاسي والمرشحين للمنصب، ليقوم "بري" ببعض التعديلات على الخطة، بتطبيق 1701، مقابل وقف إطلاق النار ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن كل ذلك تم كتابة نهايته، بما جاء من المبعوث الأمريكي، بشأن التغييرات المنتظرة من جانب أمريكا وإسرائيل بشأن مستقبل القرار "1701". 

وتابع "عاكوم:إن "لبنان ليس لديه رفاهية الوقت لاسيما أن القصف يتم بشكل يومي ويدمر الدولة من شمالها لجنوبها ويزيد من معاناة الشعب ومآسي المهجرين".

أخبار ذات علاقة

فرنسا تحذر من "حرب أهلية وشيكة" في لبنان

 

ومن جهته، يؤكد الباحث السياسي أنطوان ميشال، أن خطة "بري" كان من الممكن تطبيقها في وقت كانت الظروف فيه مهيأة، في ظل شدة القصف الإسرائيلي والجرائم التي ارتكبت في بداية الهجوم الجوي على لبنان".

ولكن قطع الطريق على كل ذلك جاء متأخراً، بحسب ميشال، في ظل ما حدث من تدخلات ومتغيرات من بينها رفض "حزب الله" المجيء بقائد الجيش كرئيس للبلاد، على عكس ما كان يعمل عليه بشكل كبير "بري" و"ميقاتي" وجنبلاط".

ويقول "ميشال" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن "الرفض الذي قاده "حزب الله" في هذا الصدد، كان بداية النهاية لهذه الخطة التي أجرى عليها عمليات "قص" و"لصق"، ليكتمل الأمر بكتابة شهادة وفاتها بما حضر به "هوكشتاين"، ليتم فرضه كأمر واقع في الفترة القادمة .

وينتقد "ميشال" من عملوا على إفساد هذه الخطة من الداخل، والتي كان حجر أساسها انتخاب رئيس، سواء "حزب الله" الذي يرى في انتخاب قائد الجيش، كرئيس للجمهورية ، مساراً يعطي الفرصة لعودة انتشار الجيش؛ ما يجعل "السلاح" في يد المؤسسة العسكرية فقط، ومن ثم ينعكس على نفوذ "حزب الله" العسكري، بجانب ساسة آخرين أفشلوا الخطة، لتمسكهم بأن يكون المنصب الرئاسي لهم".

أخبار ذات علاقة

سي إن إن: إسرائيل قصفت محيط مستشفى لبناني "دون تحذير"

 

واستكمل "ميشال":إن "هذه الفرصة التي كانت قائمة والتأخير فيها طمس معالمها، وجعلت رئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو"، يستغل هذا الخلاف، ليصدر للعالم أن لبنان من الصعب أن ينتخب رئيساً يضمن تطبيق القرار "1701"، بمعنى أن أي تفاوض لن يكون حاضراً مع مؤسسات ما بين دولة بلا رئيس وحكومة ليس لها سلطة سوى تسيير الأعمال.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC