إعلام فلسطيني: 6 ضحايا في قصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين في خان يونس بقطاع غزة
في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها الساحة السياسية الدولية، برزت العديد من التساؤلات حول استقلالية الدبلوماسية الفرنسية، خصوصًا بعد ما اعتبره البعض تجاهلًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقضية غزة، وموقفه المتردد حيال أزمة لبنان.
وبهذا الصدد، قال الباحث البارز في معهد توماس مور للدراسات السياسية، جون سيلفستر مونجريني، إن فرنسا تبنت في الفترة الأخيرة نهجًا حذرًا ومحددًا، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأزمة لبنان.
وأضاف مونجريني، في حوار خاص مع "إرم نيوز"، أن غياب موقف قوي وواضح من باريس بشأن غزة، يعكس محاولة فرنسا لتجنب التصادم مع شركائها الإستراتيجيين، الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال إن الموقف الفرنسي المتردد أيضًا في لبنان، يعكس تراجعًا في المبادرات الفرنسية التي كانت تهدف لتعزيز الاستقرار في هذا البلد.
وتابع مونجريني: "هناك إشارات تدل على أن فرنسا تميل أكثر إلى الاصطفاف مع سياسات واشنطن، خاصة بعد التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وأوروبا".
وأكد أن هذا التحول قد يكون مدفوعًا برغبة فرنسا في الحفاظ على تحالفاتها الدولية في مواجهة التحديات المتزايدة، مثل الصراع في أوكرانيا، وصعود الصين كقوة عالمية.
وحول أسباب هذا الاصطفاف، أوضح مونجريني أن أحد الأسباب الرئيسة هو الوضع الاقتصادي والدفاعي لفرنسا.
وقال: "مع تزايد الأزمات الاقتصادية، يبدو أن باريس تعتمد بشكل أكبر على شراكتها مع واشنطن لتعزيز أمنها القومي، ومكانتها على الساحة الدولية"، لافتًا إلى أن الضغوط الجيوسياسية تجعل من الصعب على فرنسا اتخاذ مواقف مستقلة في ملفات معقدة مثل غزة ولبنان.
وبحسب مونجريني، فإن استعادة الاستقلالية تتطلب من فرنسا تبني سياسة أكثر شجاعة ووضوحًا في القضايا الدولية.
وأكد أن على باريس تعزيز دورها كوسيط نزيه في النزاعات الدولية، وأن لا تتردد في اتخاذ مواقف جريئة تخدم مصالحها الوطنية والقيم التي تؤمن بها.
وأشار مونجريني إلى أن فرنسا كانت دائمًا تُعرف بسياساتها المستقلة وصوتها المميز في الدبلوماسية الدولية، وإذا استمرت في السير بهذا الاتجاه، فقد يؤدي ذلك إلى تقليص دورها كقوة وسيطة ومرنة؛ ما يضعف نفوذها في مناطق إستراتيجية مثل الشرق الأوسط وأفريقيا.
واستطرد قائلًا: "يجب على الرئيس إيمانويل ماكرون أن يوازن بين التحالفات الإستراتيجية واستقلالية السياسة الخارجية".
وأكد مونجريني أن الحفاظ على دور فرنسا كقوة دبلوماسية مستقلة ليس مجرد خيار، بل ضرورة للحفاظ على مكانتها في النظام العالمي.