فايننشيال تايمز: الصين تقطع استثماراتها الجديدة في شركات الأسهم الخاصة الأمريكية
رأى تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، أن احتفال اليسار الفرنسي بإدانة زعيمة حزب التجمع الوطني (اليميني) مارين لوبان قد يُصعّب هزيمة اليمين المتطرف.
ودعت الصحيفة إلى الحذر من استراتيجيات رد الفعل العنيفة وضرورة ألا يتمكن زعيم التجمع الوطني الشاب، جوردان بارديلا، من استغلال هذا الحكم.
وقد صدر الحكم القضائي بمنع لوبان من تولي منصب عام لمدة خمس سنوات بعد أن وُجد أن حزب التجمع الوطني وزعيمته قد وظفا مساعدين وهميين في البرلمان الأوروبي بين عامي 2004 و2016؛ حيث مكّن هذا المخطط الاحتيالي من اختلاس حوالي 2.9 مليون يورو من الأموال الأوروبية.
ورغم أن لوبان التزمت، خلال المحاكمة، الصمت عمدًا ردًّا على الادعاءات، وهو تكتيك رفضته بعض وسائل الإعلام باعتباره دليلاً على ضعف دفاعها، بل وشككت في مصداقيتها، فإن هذا الصمت ليس علامة ضعف على الإطلاق، بل يعكس نهجًا راسخًا يتجنب باستمرار المناورات التقليدية لصالح موقف غير متوقع عمدًا، وفقًا للصحيفة.
وأضافت الغارديان أن أصول هذه الاستراتيجية تعود إلى عام 2011 عندما أطلقت حملة "نزع الصفة الشيطانية" عن حزب الجبهة الوطنية.
وأكدت: "لم يكن هذا مجرد تمرين لإعادة تقييم صورة الحزب وخطابه، فقد كان خطوةً لقطع الصلة بالإرث المتطرف الذي لطالما شوّه اسم عائلة لوبان، وقامت من خلاله بإعادة صياغة هوية الحزب من الجبهة الوطنية إلى التجمع الوطني، ورسمت مسارًا جديدًا للحزب".
ومع أن هذه العملية شملت أيضًا "تطهيرًا" لأعضاء الحزب الذين أيدوا علنًا نظام فيشي، وهو تطهير كان حازمًا لدرجة أنه أدى إلى نفي والدها، جان ماري لوبان، فقد تضطر الآن إلى تكرار هذا التكتيك، والتضحية بنفسها لتمهيد الطريق لصعود نجم الجبهة الوطنية، جوردان بارديلا.
وتابعت الصحيفة أن بارديلا، 29 عامًا، يُجسّد تحوّلاً جيلياً يُجسّد مخاطر اليمين المتطرف المُتجدد.
وفي حين يُضفي خطابه على جاذبية الحزب نكهةً معاصرةً، ولا سيما بين الشباب، لم يُؤدِّ استخدامه المُتقن لمنصات التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك، إلى حشد قاعدة الحزب فحسب، بل أظهر أيضًا التكتيكات المُتطورة لليمين المتطرف في التنظيم في العصر الرقمي.
وتكشف استطلاعات الرأي الحالية أن حزب الجبهة الوطنية يحظى بارتفاع ملحوظ في شعبيته. والآن، ومع إدانة مارين لوبان، قد يكون بارديلا في موقف رابح، بما في ذلك استغلال النكسة القانونية لمعلمته استغلالًا استراتيجيًّا.
وأشارت الصحيفة إلى أن استراتيجية استغلال النكسات القانونية أصبحت أمرًا متوقعًا بشكل مثير للقلق، فبعد هجوم الكابيتول في الولايات المتحدة في الـ6 من يناير/كانون الثاني، رفض دونالد ترامب، الذي خسر في سباق الرئاسة حينذاك، الطعون القانونية ووصفها بأنها حملات شعواء ذات دوافع سياسية، مُدبّرًا عودةً مُثيرةً للغضب.
وفي أوروبا، تحديدًا رومانيا، تتوالى الأحداث الدرامية نفسها؛ حيث لم يُخفّف استئناف الشعبوي اليميني المتطرف كالين جورجيسكو العقيم ضد حكم منعه من الترشح للرئاسة حماسة مؤيديه، بل انحازوا خلف شخصية يمينية متطرفة أخرى، جورج سيميون، الذي يتصدر الآن استطلاعات الرأي.
وبالطبع، تتضاءل أهمية كلتا القضيتين أمام مآثر سيلفيو برلسكوني، أستاذ العودة السياسية، إذ واجه رئيس الوزراء الإيطالي السابق الراحل وابلاً من التهم، من إساءة استغلال المنصب والرشوة إلى الابتزاز ودفع المال لممارسة الجنس مع فتاة قاصر، ومع ذلك، تمكن في عام 2014 من نقض إدانته، واصفاً معاركه القانونية بأنها مجرد اضطهاد بدوافع سياسية.
وقالت الصحيفة: حذت مارين لوبان حذو هؤلاء السياسيين، مصرةً على أن محاكمتها "قرار سياسي" و"إنكار للديمقراطية".
وخلُصت الغارديان إلى أن مواجهة خطر اليمين المتشدد لا تأتي بالاحتفالات، مؤكدة أن على الديمقراطيات مواجهة هذا التهديد بعد أن أصبحت الحدود بين حركات اليمين المتطرف العالمية تتلاشى بشكل متزايد، مع تطور أساليبها في التعبئة بوتيرة متسارعة، والتوحد بشكل عاجل ضد تهديد اليمين المتطرف قبل فوات الأوان.
