قيادي بحماس: وصلنا إلى مراحل متقدمة في نقاشات حول شخصيات تتولى قيادة لجنة الإسناد المجتمعي بغزة

logo
العالم

انهيار تدريجي.. كيف خسرت فرنسا آخر قواعدها العسكرية في الساحل الأفريقي؟

انهيار تدريجي.. كيف خسرت فرنسا آخر قواعدها العسكرية في الساحل الأفريقي؟
محمد إدريس ديبي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونالمصدر: أ ف ب
08 فبراير 2025، 7:44 م

رأى خبراء سياسيون فرنسيون، مختصون في الشأن الأفريقي، أن الخلاف بين فرنسا وتشاد يعكس تحولًا عميقًا في موازين القوى داخل أفريقيا الفرنكوفونية، حيث لم تعد باريس تتمتع بنفس النفوذ التقليدي الذي كانت تحظى به.

وأوضح الخبراء أن قرار الرئيس محمد إدريس ديبي، إنهاء الانتشار العسكري الفرنسي في بلاده وضع فرنسا أمام تحدٍ استراتيجي كبير، مهددًا آخر موطئ قدم لها في منطقة الساحل.

أخبار ذات علاقة

أنهت وجودها عسكريا.. تشاد تعيد رسم سياساتها بعيدا عن نفوذ باريس

انهيار تدريجي

وقال الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، جان لوك ميلارد، لـ"إرم نيوز" إن "انسحاب القوات الفرنسية من تشاد يعكس انهيارًا تدريجيًا لنفوذ باريس في الساحل".

وأضاف ميلارد: "لم يعد القادة الأفارقة ينظرون إلى فرنسا كحليف ضروري، بل كشريك غير مرحب به في بعض الأحيان. هذا التحول جاء نتيجة إخفاق باريس في تقديم نموذج شراكة متوازن، فضلًا عن تصاعد المشاعر المناهضة للاستعمار في المنطقة".

بدوره، قال الخبير في الجغرافيا السياسية الإفريقية ومدير معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية، لوران بونيفاس، لـ"إرم نيوز": "ما حدث في تشاد هو امتداد لما شهدته فرنسا في مالي والنيجر وبوركينا فاسو".

2bd309e2-f871-4505-8018-8934037ebace

وأوضح أن "فرنسا لم تتأقلم مع الديناميكيات الجديدة في أفريقيا، والأنظمة الحاكمة في المنطقة باتت تبحث عن استقلالية أكبر، وأصبحت ترى في قوى مثل روسيا وتركيا والصين شركاء أكثر واقعية مقارنة بباريس، التي لا تزال تعتمد خطابًا أبويًا عفا عليه الزمن" وفق تعبيره.

أخبار ذات علاقة

انسحاب فرنسا من تشاد يوجّه "ضربة موجعة" للاتحاد الأوروبي

وجهة فرنسا في إفريقيا

ومع خسارة تشاد، الحليف العسكري الأبرز لفرنسا في الساحل، باتت باريس مضطرة لإعادة النظر في سياستها الأفريقية، وإلا فإن نفوذها في القارة قد يصبح جزءًا من الماضي.

وفي 30 يناير/كانون الثاني 2025، غادر آخر الجنود الفرنسيين الأراضي التشادية، بعد أن طردهم محمد إدريس ديبي، الحاكم الذي دعمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 2021 للوصول إلى السلطة، مما شكل نهاية للنفوذ الفرنسي في أفريقيا.

وكشفت مجلة "ماريان" الفرنسية كواليس هذا الانفصال الدراماتيكي بين باريس ونجامينا، الحليف الأكثر وفاءً لفرنسا في الساحل لعقود.

صدام دبلوماسي

لم يكن القصر الرئاسي التشادي يومًا مكانًا مريحًا للدبلوماسيين الفرنسيين؛ ففي 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حين وطأت قدما وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو  أرضية القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا، لم يكن يتذكر حادثة السفير الفرنسي السابق ألان دو بواسبان، الذي طُرد عام 2000 من البلاد بأمر من إدريس ديبي الأب، بسبب إحجام فرنسا عن مساعدته في قتال المتمردين شمال البلاد.

حينها، وصل الغضب إلى حد أن ديبي الأب كاد أن يلقي بمطفأة سجائر على وجه السفير الفرنسي خلال اجتماع متوتر.

5b92b0aa-e913-433b-8dde-b028e90d0140

وعاشت العلاقات الفرنسية-التشادية فترات من المد والجزر، لكنها لم تبلغ حد القطيعة التامة، لذلك حين أعلنت نجامينا، في 28 نوفمبر/كانون الثاني، إنهاء اتفاقيات الدفاع مع فرنسا، كانت الصدمة كبيرة في باريس.

وشكلت هذه الخطوة ضربة موجعة لفرنسا، التي كانت ترى في تشاد آخر معاقل نفوذها العسكري في الساحل بعد الانسحابات القسرية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

خيانة أم لعبة مصالح؟

المفارقة أن ماكرون نفسه كان قد دعم محمد إدريس ديبي في 2021، حين استولى على السلطة بعد وفاة والده في معركة ضد المتمردين.

يومها، حرص الإليزيه على إعطائه الشرعية الدولية، لكن ديبي الابن، الذي بدأ يُظهر استقلالية متزايدة عن فرنسا، أنهى الاتفاق العسكري دون تردد.

ويمثل هذا الانسحاب العسكري أكثر من مجرد أزمة دبلوماسية؛ فهو يعكس الأفول المتسارع لنفوذ فرنسا في مستعمراتها السابقة.

فهل تكون هذه الضربة الأخيرة لاستراتيجية "فرنسا في أفريقيا"؟ أم أن باريس ستبحث عن طرق أخرى للحفاظ على موطئ قدم لها في المنطقة؟

أخبار ذات علاقة

الجيش الفرنسي يسلّم آخر قواعده في تشاد

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات