كبيرة موظفي البيت الأبيض لـ"فوكس نيوز": منخرطون بشدة في محادثات تجارية مع عدة دول
لأول مرة، وبعد اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من عامها الثالث، باتت الأسلحة النووية الروسية أقرب إلى أراضي دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" وتحديدًا على طول حدوده الشرقية، بعد نشر الكرملين أسلحته النووية التكتيكية خارج أراضي روسيا، خاصةً داخل حليفتها بيلاروسيا.
الأقمار الصناعية، كشفت المخطط الروسي خلال الساعات الماضية، ونقلتها مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إذ تبين من تحليل الصور وجود موقعين رئيسين داخل بيلاروسيا، يتم فيهما تخزين أسلحة روسيا النووية التكتيكية، الأول عبارة عن مستودع عسكري بالقرب من وسط بيلاروسيا، بخلاف موقع تخزين آخر في منطقة برودوك.
مرافق تخزين نووية
ووفقًا لصور الأقمار الصناعية، يبعُد المستودع النووي الأول حوالي 120 ميلًا عن حدود أوكرانيا، ومُحاط بسياج أمني ثلاثي الطبقات، ومرافق تخزين نووية جديدة، ويُعد المستودع الثالث داخل منطقة برودوك، وهي أقرب إلى الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.
بحسب الخبراء، تمكن هذه الخطوة الجيش الروسي شن ضربات نووية على بعد مئات الأميال لدول، مثل: بولندا، وليتوانيا، ولاتفيا، الذين باتوا الأقرب تهديدًا في حال اندلاع صراع بين روسيا والناتو.
وأكد الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نشر الأسلحة النووية الروسية بمحيط دول الناتو رسالة قوية للغرب بأنها لن تفقد أهدافها من العملية العسكرية داخل أوكرانيا على الرغم من خسارتها الكثير من نفوذها داخل الشرق الأوسط بعد انهيار نظام الأسد.
دلالات عميقة
وتعليقًا على هذه الخطوة الروسية، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، الدكتور توفيق حميد، إن "نشر روسيا لأسلحة نووية بالقرب من أراضي الناتو لأول مرة له دلالة عميقة، أبرزها أنها تمكن روسيا من شن ضربات مفاجئة على الدول القريبة من الناتو بمئات الأميال، ومنها بولندا، وليتوانيا، ولاتفيا، إذ تشعر روسيا بمرارة كبيرة نتيجة ما حدث في منطقة الشرق الأوسط، وفقد نفوذها في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد".
وأشار حميد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن "نشر موسكو للأسلحة النووية بالقرب من أراضي حلف شمال الأطلسي هو رسالة تأكيد للغرب بأنه إذا كانت روسيا قد فقدت نفوذها في سوريا فإنها لن تتراجع عن طموحاتها في أوكرانيا، وإن وصل الأمر إلى الصراع النووي".
وأضاف حميد، أن "روسيا بهذه الخطوة بنشر أسلحة نووية تؤكد أنها لن تخسر الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها لأسباب عديدة، منها على سبيل المثال أن روسيا بخسارة نظام بشار الأسد الموالي لها فقدت موسكو نفوذًا ضخمًا في منطقة الشرق الأوسط، كما فقدت قدرتها في السيطرة على قواعدها العسكرية، ولا تضمن استمرار وجود أسطولها في المياه الدافئة في البحر المتوسط".
وتابع المحلل السياسي، أن "قيام روسيا بنشر الأسلحة النووية هو تأكيد على انتصارها أمام الغرب في أوكرانيا، وأنها لن تتخلّى عن مكاسبها في تلك الحرب".
رسالة قوية للناتو
من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، بسام البني، إن "روسيا لها الحق في نشر أسلحة نووية على أراضيها وأرض بيلاروسيا ضمن دول الاتحاد الروسي، خاصةً أن الغرب هو من أتى إلى الحدود الروسية بنشر صواريخ في أوروبا الشرقية ودول البلطيق، وليس العكس، لذا فلها الحق في الدفاع عن نفسها".
وأضاف البني في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "نشر روسيا للأسلحة النووية بالقرب من أراضي حلف الناتو هو رسالة قوية من روسيا للناتو بأن روسيا جاهزة للدفاع عن أراضيها ودولة الاتحاد، بيلاروسيا".
روسيا لن تقبل
وأشار إلى أن "روسيا لن تقبل بوجود قوات حلف الناتو بالقرب من حدودها، وكل حركة يقوم بها الناتو تقوم روسيا من جانبها بحركة مضادة، وكلما اقترب الناتو من حدود روسيا اقتربت روسيا من حدود الناتو، وهو ما ينذر بنشوب حرب نووية".
وختم المحلل السياسي إلى "أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن المفاوضات المقبلة يجب أن تراعي الأمن القومي الروسي بشكل كامل، وهو ما تسعى إليه روسيا في الوقت الحالي، من خلال تعزيز تواجدها النووي بحدودها خاصةً داخل حدود حُلفائها".