إعلام لبناني: 3 قتلى جراء استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة جنوبي لبنان
يرى خبراء ومختصون، أن الجيش الإسرائيلي يمتلك خيارات محدودة لمواجهة دعوات قادة الأحزاب اليمينية المتشددة "الحريديم" للتمرد على أوامر التجنيد الصادرة عنه، خاصة بعد إقالة وزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
ويأتي ذلك، بعد أول دعوة علنية ومباشرة من الحاخام الإسرائيلي موشيه هيليل هيرش، لطلابه برفض أوامر التجنيد الإجباري في الجيش وعدم التجاوب معها، على اعتبار أنهم يقدمون الحماية لإسرائيل من خلال دراستهم للتوراة.
ويسعى وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس، إلى تهدئة غضب المتشددين دينيًّا، وذلك من خلال تأكيده السعي من أجل التوصل لحل توافقي يرضي جميع الأطراف بخصوص تجنيد الحريديم، خاصة أن الأرقام المتوقعة لهم لن تتجاوز الـ1800.
وقال المختص بالشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، إن "الأحزاب الدينية المتشددة هي الجهة الأكثر تأثيرًا على السياسات والقرارات الخاصة بحكومة بنيامين نتنياهو؛ ما يعرقل اتخاذ الجيش الإسرائيلي أي إجراءات حاسمة ضد دعوات التمرد".
وأوضح صباغ، لـ"إرم نيوز"، أن "خيارات قادة الجيش الإسرائيلي محدودة، خاصة أن الوزير الجديد يميل إلى مطالبات اليمينيين ويحمل الأفكار ذاتها، ولا يعارض مثل سلفه غالانت أي مساعٍ لوقف تجنيد الحريديم واستدعائهم للخدمة العسكرية".
وأشار إلى أن "الجيش سيواصل سياساته الحالية في إرسال أوامر التجنيد لطلاب المعاهد الدينية، والذي من المتوقع أن يلبوا دعوات حاخاماتهم برفض التجنيد"، لافتًا إلى أن ذلك سيكون بالتزامن مع مساعي كاتس للتوصل لحل وسط.
وأضاف "قد يضطر كاتس لتقديم التنازلات للحريديم، والقبول بشروطهم من أجل القبول بالامتثال لأوامر التجنيد، بما في ذلك تحديد المدة الزمنية للتجنيد، والمواقع التي سيخدمون فيها؛ ما يعني أنها ستكون بعيدة عن مناطق القتال الحساسة".
وبين أن "ذلك سيدفع وزارة الدفاع للطلب من الكنيست الإسرائيلي رفع ميزانيتها، وهو ما يعتبر محل جدل بين الوزارات منذ سنوات"، مبينًا أن هذه القضية من أعقد القضايا التي تواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتهدد ائتلافه الحكومي.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، أن "تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي قضية معقدة ولم يتمكن أي رئيس وزراء من إيجاد حل جذري لها"، لافتًا إلى أن الحكومة اليمينية الحالية لن تقدم حلولًا مرضية لقيادة الجيش.
وقال قبها، لـ"إرم نيوز"، إن "سيطرة اليمين الإسرائيلي على الحكومة يشجع الحاخامات على إطلاق دعوات التمرد، والطلاب على تلبية تلك الدعوات"، مشيرًا إلى أن حكومة نتنياهو الحالية تشجع بقراراتها المتشددة الحرب الأهلية في إسرائيل.
وبين أن "الجيش الإسرائيلي يمتلك خيارين رئيسين أوَّلهما الامتثال لشروط الأحزاب الدينية وتلبية كافة الشروط المتعلقة بانخراط طلاب المعاهد الدينية بالجيش، وهو ما يحتاج لأشهر من العمل ولأموال تعمق الأزمة المالية بوزارة الدفاع".
وزاد "الخيار الآخر يتمثل في تحرك الجيش الإسرائيلي بقوة نحو فرض التجنيد على طلاب المعاهد الدينية، ومواجهة أي محاولات للتمرد، وهو الأمر الذي قد يرفع وتيرة المواجهات بين الجانبين ويهدد استقرار الائتلاف الحكومي".
وختم "بتقديري نتنياهو يؤجل تدخله في هذه القضية، ويحاول تجنب أي دور شخصي له في الوقت الحالي"، مؤكدًا أنه سيكون مضطرًّا للعمل مع شركائه اليمينيين من أجل التوصل لحل وسط لهذه الأزمة، خاصة في ظل الحاجة الملحة لزيادة عدد جنود الجيش الإسرائيلي.