الخارجية الروسية: نبحث مع واشنطن معايير اتفاق جديد لمبادرة البحر الأسود
أكد خبراء سياسيون لـ"إرم نيوز" أن لقاء تاريخيا جمع وليد جنبلاط وأحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) في دمشق، حيث وضعا الأسس لعلاقات لبنانية-سورية جديدة، مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون، وسط تحديات سياسية وأمنية مشتركة.
وقال المحلل السياسي عبد النبي بكار إن "اللقاء الذي جرى في قصر الشعب في دمشق بين أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، ووليد جنبلاط الزعيم الدرزي والوفد المرافق له، يعتبر لقاءً تاريخيًا بكل ما للكلمة من معنى".
مذكرة تفاهم
وأضاف بكار، في تصريحات لـ "إرم نيوز": "سادت اللقاء أجواء إيجابية واضحة جدًا من الطرفين، مع ملاحظة تلاقي الكلمات التي ألقاها كل من شيخ العقل الشيخ سليمان أبو المنى وجنبلاط والشرع، وتمحورت حول العلاقة الثنائية المبنية على الاحترام المتبادل".
وأشار المحلل السياسي إلى أنه "كما أفادت المعلومات التي سبقت اللقاء، فقد قدم وليد جنبلاط للشرع مذكرة تفاهم باسم اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي حول خارطة طريق المرحلة المقبلة بين البلدين".
وأوضح أن "الخارطة تتضمن العديد من النقاط المهمة، منها ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية أو تلك المتعلقة بالعلاقات بين دروز سوريا والنظام الجديد، كما أكد جنبلاط أن العلاقة المستقبلية ستكون من خلال القنوات الدبلوماسية والسفارات".
عشتم سيدي القائد
ولفت بكار إلى "تركيز جنبلاط على محاسبة مجرمي النظام السابق، كما وصفهم، والمسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعبين اللبناني والسوري على حد سواء، ودعا إلى تحويل المعتقلات، خاصة معتقل صيدنايا والمزة، إلى متاحف لتبقى شاهدًا تاريخيًا على فظاعة الجرائم والأعمال غير الإنسانية التي ارتكبها النظام".
وأكد بكار أن "جنبلاط وشيخ العقل شددا على الروابط التاريخية التي تربط أبناء الطائفة الدرزية بالإسلام وسوريا، إذ شدد شيخ العقل على أن الدروز جزء لا يتجزأ من الجامعة العربية والدين الإسلامي".
وتابع: "بالنسبة لجنبلاط، شدد على الدور التاريخي لدروز سوريا في مراحل الاستقلال، مشيرا إلى جد الشرع الذي شارك في حرب الاستقلال عن الفرنسيين وعلاقته القوية مع أجداد جنبلاط، خاصة الأمير شكيب أرسلان، واللافت في كلمة جنبلاط ختمه لها بعبارة 'عشتم سيدي القائد'، في إشارة قوية لطبيعة العلاقة بين الرجلين خلال المرحلة المقبلة".
عكس المتوقع
ومن جهتها، قالت الباحثة في الشأن اللبناني الدكتورة زينة محمود إن "أحمد الشرع، وعلى عكس ما كان مقررًا، أطال كلمته وأجاب عن أسئلة الصحافيين اللبنانيين، على عكس ما تم إبلاغ الصحافيين المرافقين الذين غطوا اللقاء".
وأشارت إلى أنه خلال اللقاء "استرسل الشرع بالكلام في محاولة منه للاستفادة قدر الإمكان من الفرصة التي أتيحت له للإطلالة على الشارع اللبناني بشكل خاص؛ بسبب الثقل السياسي الذي يتمتع به جنبلاط في لبنان وسوريا معًا".
وأكدت محمود أن "اللافت في كلام الشرع هو الرسائل المبطنة إلى باقي الطوائف المكونة للمجتمع اللبناني، فقد توجه إلى "آل الجميل" مستذكرًا مقتل الرئيس اللبناني بشير الجميل، وإلى "آل الحريري" مستذكرًا مقتل رئيس الحكومة رفيق الحريري على يد النظام السوري السابق".
أما بالنسبة للطائفة الشيعية، فلفتت محمود إلى أن "الشرع كان لافتًا في معرض إجابته عن سؤال أحد الصحافيين حول استعداده لاستقبال وفد شيعي معارض لميليشيا حزب الله، فكان جوابه أنه سيتعاطى بمنطق الدولة، ولا فرق بين معارض وغير معارض، وأنه منفتح على الجميع، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن التقسيم الطائفي لا يخدم مصالح لبنان، في إشارة مبطنة إلى أن هذا الأمر قد لا يتم تطبيقه في سوريا مستقبلًا".