CBS: سوريا والصومال تنفيان التواصل مع إدارة ترامب بشأن توطين الفلسطينيين
يثير الحراك الدبلوماسي الذي دشنته موريتانيا مع دول مجاورة لها في منطقة غرب أفريقيا تساؤلات حول دلالات ذلك، وما إذا كانت نواكشوط تستبق عملية إتمام الانسحاب الفرنسي في هذه المنطقة.
وتستعد فرنسا لإتمام انسحاب مُعقد لقواتها من السنغال وتشاد في خطوة تفتح الباب واسعًا أمام الحديث عن إمكانية استغلال الجماعات المسلحة، ذلك لإغراق المنطقة في المزيد من الفوضى الأمنية والسياسية.
وعلى هامش اجتماع أمني رفيع المستوى عُقد في مدينة سيلبابي الموريتانية، اتفقت نواكشوط ودكار وباماكو على تعزيز التعاون الأمني على الحدود المشتركة بين الدول الثلاث، في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل الإفريقي.
واتفق القادة الأمنيون والعسكريون أيضًا على "وضع آلية لتعزيز الأمن والاستقرار، وضمان السكينة للمواطنين، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود".
وقال الصحفي عزيز الصوفي إن "المحادثات بين السنغال وموريتانيا ومالي ركزت على الجانب الأمني من خلال الالتزام بالعمل معًا لتحقيق الاستقرار والأمن والتنمية في منطقة الساحل، بالإضافة إلى تعزيز التعاون ضمن الأطر الإقليمية لمواجهة تحديات السلام ومكافحة الإرهاب".
وأضاف الصوفي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنه "في ضوء حجم التحديات الأمنية العابرة للحدود، بما في ذلك تهريب المخدرات والمواد المشابهة، وانتشار الأسلحة، والشبكات الإجرامية العابرة للحدود، وغسل الأموال وغيرها، ووعيًا منهما بالارتباط الوثيق بين الإرهاب والجريمة المنظمة، أشاد الجانبان بالتعاون الفعّال القائم بين قوات الدفاع وأجهزة الشرطة في البلدين، واتفقا على توحيد جهودهما لإنشاء إطار استراتيجي شامل ومتكامل يوجّه وينظم أمنهما المشترك".
وأكد أنه "في ما يخص استعداد موريتانيا للانسحاب الفرنسي من المنطقة فقد بدأت نواكشوط منذ فترة بالتنسيق للحفاظ على أمنها الإقليمي في ضوء هذه المتغيرات مع مراعاة الوضع في مالي وعلى حدودها كافة".
وأردف: "لا أعتقد أن موريتانيا ستتخلى عن شراكاتها التقليدية؛ لأن البلاد تميل إلى الشراكة مع الجميع والابتعاد عن الصراع والتخندق" وفق تعبيره.
واضطرت فرنسا إلى سحب قواتها وبعض بعثاتها الدبلوماسية من غرب أفريقيا في السنوات الماضية، وذلك بعد موجة من الانقلابات التي شهدتها المنطقة والتي أدت إلى استعانة الأنظمة العسكرية بشراكات عسكرية مع روسيا.
وقال المحلل السياسي، قاسم كايتا، إن "التنسيق الذي تقوم به موريتانيا مع دول مجاورة مثل مالي والنيجر وتشاد وأيضًا السنغال مهم للغاية من حيث بسط الأمن في المناطق الحدودية التي عادة ما تكون ملاذًا للجماعات المسلحة والإرهابية".
وأوضح كايتا في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنه "بخروج فرنسا، من الثابت أنه سيحدث فراغ استخباري في المنطقة قد يقود إلى مزيد من الفوضى، لكن مثل هذه المحادثات الدبلوماسية والأمنية المشتركة قد تقلص من حدة خطر الهجمات التي تنوي الجماعات المسلحة شنها".
