الدولار يتراجع بنسبة 1% أمام اليورو إثر إعلان ترامب بشأن الرسوم الجمركية
كان صداميا مع إيران إبان ولايته الأولى، اغتيل في عهده قاسم سليماني علنا، وانسحب من الاتفاق النووي، وقبل أشهر كتب ردا على محاولة اغتياله عبر شبكة تروث سوشال "إذا اغتالوني آمل أن تطمس الولايات المتحدة إيران، وأن تمحوها عن وجه الأرض".
دونالد ترامب، الرئيس الذي وُصف بأنه الأكثر تشددا بخصوص طهران في ولايته الأولى، يصل سدة الرئاسة مع شبكة وعود بالتهدئة وإنهاء الحروب في المنطقة بدءا من روسيا ومرورا بغزة ولبنان، ووصولا لملف على رأس ملفات البيت الأبيض، وهو علاقة أمريكا بطهران في ولاية ترامب الثانية، فماذا سيتغير وهل تتجه البوصلة نحو التصعيد أم العكس؟
إيران خارج "وعود" تهدئة ترمب.. والاتفاق النووي على المحك
غلبت على تصريحات ترامب سياسة التهدئة ووعود إنهاء الحروب والتهكم على حكام فشلوا في إخماد نار الفوضى وأولهم بايدن، لا سيما في الحرب الروسية الأوكرانية، وفي خطابه الأول بعد الفوز بالانتخابات جدد ترامب تعهده بإنهاء الحروب بدلا من إشعالها، لكن علاقته بإيران تبقى على الأقل خارج حدود التهدئة، وهو الذي طالب قبل أشهر فقط، بضرب منشآت إيران النووية، فضلا عن زعم ترامب خنق الصادرات الإيرانية في ولايته الثانية، وإغلاق قنوات بيع النفط الإيراني إلى الصين لإضعاف إيران بشكل أكبر.
يقول خبراء إن السنوات الأربع المقبلة قد تكون أكبر اختبار للجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها مع احتمال عودة حملة "الضغط الأقصى" من قبل ترامب، والتي زادت من عزلة إيران وشلت اقتصادها، بل إن الصحافة تحدثت عن إمكانية إزالة وتغيير نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، لكن الملف الأهم يبقى ملف المباحثات النووية، فما مصيره وماذا سيطرأ عليه؟ وهل يتطلب حوارا قبل أي شيء؟
في العام 2020، غرد ترامب قائلا: "إيران لم تفز بحرب قط، لكنها لم تخسر أي مفاوضات"، كلامه أتى بعد عامين فقط من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العام 2018، إذ إنه وبعد عام من هذا الانسحاب، بدأت إيران بالفعل في التخلي تدريجيا عن التزاماتها المحددة في الاتفاق، واليوم باتت أقرب بكثير لصناعة قنبلة نووية، ما قد يجبر ترامب مرة أخرى على التفكير باستخدام أداة التفاوض مع إيران أولا.
في أول تصريح للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول السلاح النووي قال: لا نسعى إلى الأسلحة النووية، لكن أمريكا وأوروبا تهدداننا، فكيف ستساعد سياسة بزشكيان كرئيس إصلاحي بتهدئة الجو المشحون بين إيران وأمريكا؟
إن نبرة الاعتدال كانت واضحة في خطاب بزشكيان تجاه السنوات القادمة مع أمريكا، ولطالما أكد بأن إيران لا تعادي الولايات المتحدة وبأن الإيرانيين وفق قوله إخوة للأمريكيين أيضا، في وقت تظهر استطلاعات الرأي في إيران بأن الإيرانيين يفضلون ترامب بحكم أنه أفضل الخيارات السيئة، مقارنة بهاريس التي كانت ستتبع سياسة تشبه سياسة بايدن.
لم يتغير ترامب بأسلوبه الهجومي وموقفه من إيران عن الولاية الأولى له في حكم أمريكا، وبينما يتوقع البعض أن يعاود ترامب الضغط على إيران للوصول إلى "صفقة أفضل" بخصوص الملف النووي، يظل من غير المؤكد ما إذا كانت إيران ستقبل بالشروط الجديدة، خاصة وأنها أعربت عن جاهزيتها لأي مواجهة أمريكية.
كل التوقعات تصب في مصلحة مزيد من العقوبات الأمريكية على إيران مع مصير مجهول للملف النووي الإيراني، في وقت تدرك فيه طهران والولايات المتحدة بأنها فرصة جيدة للطرفين لأخذ قسط من الراحة وتبادل المصالح، وإنهاء ملفات لبنان وغزة، فهل تفرض معطيات المرحلة على ترامب تعاملا مختلفا يذيب جليد العلاقات بين البلدين؟